خراج الاسنان (Dental abscess ) يطلق عليه أيضًا الخراج السنخي السني (dentoalveolar abscess)، أو الخراج الجذري هو مرض يصيب اللثة أوعظام الفك و يظهر على شكل إنتفاخ يحتوى على سائل أصفر ذورائحة كريهة
( عبارة عن قيح أو صديد مع بعض الدم ) يتجمع في كيس صغير تحت السن المصابة أو فى اللثة .

ويحدث خراج الأسنان نتيجة لعدوى بكتيرية، ويسبب ألمًا متوسطًا إلى شديدًا، ويمكن أن ينتقل في بعض الأحيان إلى الأذن أو الرقبة.
ويحدث خراج الأسنان عادة تحت جذور أحد الأسنان أو الضروس التى حدث بها تسوس أسنان عميق وأهمل علاجه حتى إنتشر الميكروب إلى عظام الفك والأنسجة المحيطة بجذور الأسنان .
وأحيانا قد تحدث العدوى من الأسنان المكسورة أو الأسنان التى تعرضت لصدمة شديدة عند إهمال علاجها ، أو من إلتهاب اللثة المزمن.
وإذا تُرك خراج الأسنان بدون علاج، فقد يتحول إلى حالة خطيرة تهدد الحياة.

أنواع خراج الأسنان

أنواع خراج الأسنان تعتمد على موقعه، والأنواع الخمسة الأكثر شيوعًا هي:
1- خراج قِمِّي أو حول ذروى Periapical abscess؛ وهو خراج عند طرف أو قمة جذر السن.
2- خراج دواعم السن Periodontal abscess؛ وهو خراج على اللثة بجانب جذر السن، وقد ينتشر أيضا إلى الأنسجة المحيطة والعظام.
وقد يصعب التفرقة بين خراج دواعم السن والخراج حول الذروي،و في الواقع قد يحدثان معًا. وحيث أن طريقة التعامل معهما مختلفة،فإن التفرقة بينهما أمر ضروري.

الفرق بين الخراج الذروى وخراج دواعم الاسنان

أ- إذا كان التورم عند منطقة قمة الجذر في الأغلب سيكون خراج ذروي،أما إذا كان بالقرب من حافة اللثة فسيكون في الأغلب خراج دواعم السن.
ب – وكذلك، في خراج دواعم السن فإن الصديد أوالقيح يخرج عن طريق الجيب ، بينما يخرج عن طريق دمل فى اللثة قريب من قمة جذرالسن المصاب.
ج – إذا كان السن يعاني مسبقًا من مرض في الأنسجة الداعمة مع وجود جيوب وفقدان ارتفاع العظم السنخي، في الأغلب سيكون خراج دواعم السن، بينما إذا كان السن لديه دواعم سنية سليمة فسيكون في الأغلب خراج ذروي.
د – في خراج دواعم السن، التورم عادةً يسبق الألم، وفي الخراج الذروي، الألم عادةً ما يسبق التورم.
بوجود تاريخ من ألم الأسنان وحساسية الأسنان للساخن والبارد فذلك يشير إلى وجود التهاب اللب مسبقاً، والذي في الأغلب يدل على أنه خراج ذروي.
ذ – إذا كان السن يعطي نتائج طبيعية لاختبار حساسية اللب، وكان خال من التسوس ولا يوجد به حشوات أو ترميمات كبيرة في الأغلب سيكون خراج دواعم السن.
وعادة لايساعد التصوير الشعاعي السني في المراحل المبكرة من الخراج السني، ولكن لاحقًا يمكن تحديد مكان الخراج و بالتالي يمكن تحديد مسبب المرض إذا كان لبي أو حول سني.
إذا كان هناك جيب يتم إدخال رأس طبرخي ( gutta percha point) قبل عمل الأشعة لتشير إلي مكان نشوء العدوى.
بشكل عام خراج دواعم السن يتأثر أكثر بالطَّرق الجانبي عن الطرق العمودي بينما الخراج الذروي يتأثر بالطرق العمودي أكثر.

3- خراج اللثة Gingival abscess؛ يتضمن فقط نسيج اللثة، دون أن يؤثر على الأسنان أو الرباط حول السني.
4- خراج ما حول التاج (Pericoronal abscess): يتضمن الأنسجة اللينة المحيطة بتاج السن.
5- الخراج النسيجي الداعم-اللبي المشترك (Combined periodontic-endodontic abscess): هي حالة يشترك فيها الخراج حول الذروي وخراج دواعم السن.

اعراض خراج الاسنان

1- أحد الأعراض الرئيسية لخراج الأسنان هو الألم النابض بالقرب من الأسنان أو في اللثة، والألم عادًة ما يحدث فجأة ويزداد سوءاً مع مرور الوقت.
2- من المحتمل الشعور بالألم في الأذن أو الفك أو الرقبة.
3- الألم يزداد سوءًا عند النوم أوالاستلقاء.
4- يزداد الألم عند المضغ أو العض ، مع صعوبة في البلع.
5- احمرار فى الوجه بجانب الضرس الذى به خراج.
6- الخراج الحاد قد يكون غير مؤلم ولكن يظهر التورم والإحمرارعلى اللثة.
7- تخلخل الضرس أو السن الذى به خراج .
8- رائحة الفم تصبح كريهة، مع الإحساس بطعم كريه في الفم.
9- في بعض الحالات الغدد اللمفاوية في الرقبة أو تحت الفك تصبح منتفخة ولينة إستجابة للعدوى.

اسباب خراج الاسنان

دخول البكتيريا إلى داخل الأسنان أو اللثة يؤدي إلى خراج الأسنان، ومع ذلك؛ تعتمد طريقة حدوث ذلك على نوع الخراج:
1- الخراج القِمِّي Periapical abscess؛ تدخل البكتيريا إلى لب الأسنان، عادةً من خلال تجويف الأسنان نيجة تسوس الأسنان المتقدم .
2- خراج دواعم السن Periodontal abscess ؛ عادةً ما تسببه أمراض اللثة ، ولكن يمكن أن يكون أيضًا نتيجة إصابة لب أو عصب السن .
3- الخراج اللثوي Gingival abscess؛ يسببه جسم غريب يدخل في اللثة، مثل أجزاء الفشار أو شعرة من فرشاة الأسنان أو شوكة سمك.
4- و قد ينشأ خراج الاسنان أيضًا من فشل معالجة لب الأسنان.

علاج خراج الاسنان

يركز دكتور الاسنان فى علاج خراج الأسنان على إزالة العدوى وتخفيف الألم، واعتماداً على الأعراض، قد يبدأ دكتور الأسنان بعمل الأشعة السينية للأسنان لمعرفة ما إذا كانت العدوى قد انتشرت إلى مناطق أخرى من عظام الفك والاسنان المجاورة.
العلاج الناجح للخراج السني يتمركز حول تقليل والحد من الكائنات المعدية. وهذا يتضمن العلاج بالمضادات الحيوية والإفراغ. مع ذلك ، توصي الدراسات بـتحسين ممارسات وصف المضادات الحيوية من قبل أطباء الأسنان .

وذلك من خلال اعطاء وصفات المضاد الحيوي للحالات الحادة التي تعاني من علامات شديدة من انتشار العدوى ، وذلك للتغلب على تطور السلالات البكتيرية المقاومة للمضادات الحيوية في المجتمعات. وجدت دراسة في 2014 أدلة غير كافية لتحديد إذا كان المرضى الذين يعانون من خراجات الأسنان الحادة يمكن أن تستفيد من وصفات المضادات الحيوية أو لا.

إذا كان يمكن ترميم السن،يمكن عمل علاج للقناة الجذرية. أما الأسنان غير القابلة للترميم فيجب خلعها، ثم يتم عمل توسيع وكحت للأنسجة القمية اللينة.
تعتمد خيارات العلاج على نوع وشدة الخراج كما يلي:
1- تصريف الخرّاج ، وذلك بعمل شق فى اللثة ، أو فتح غرفة لب السن.
2- معالجة لب الأسنان، وعمل حشو جذور( حشو عصب ).
3- وآخر خيارات العلاج هو خلع الأسنان.
4- يصف دكتور الأسنان عادة أحد أنواع المضادات الحيوية، و أحد أنواع مسكنات الألم ، وفى بعض الأحيان يصف أحد مضادات الإلتهاب .

مضاعفات خراج الأسنان

1- إذا تُرك خراج الأسنان دون علاج، فقد تنتشر العدوى إلى عظام الفك أوأجزاء أخرى من الرأس والعنق.
2- إذا ترك خراج الاسنان بدون علاج قد يصبح الخراج كبيرًا بشكل كافٍ ليثقب العظم ويمتد إلى الأنسجة الليفية فيتحول إلى التهاب العظم والنقي (osteomyelitis) والتهاب الهلل (cellulitis)
ومن هناك يتبع الطريق الأقل مقاومة وينتشر إما داخليًا أو خارجيًا. مسار العدوى يتأثر بعوامل عديدة مثل موقع السن المصاب وسمك العظم، والعضلات وروابط اللفائف
3- قد يحدث إلتهاب فى النسيج الخلوي، ويحدث صعوبة في البلع وصعوبة فى فتح الفم .
4- قد يحدث تضخم فى الغدد الليمفاوية.
5- قد يحدث فقدان لعظام الفك حول نهايات جذور السن المصاب ، وتمتد المشكلة إلى الأسنان المجاورة .
6- وفي حالات نادرة، يمكن أن يؤدي خراج الأسنان إلى تعفن الدم، وهذه المضاعفات تهدد الحياة.

علاج خراج الأسنان فى المنزل قبل الذهاب لدكتور الأسنان

الوقاية هى أفضل طريقة لمنع حدوث خراج الأسنان مع الفحص الدورى كل ستة شهور عند دكتور الأسنان لرصد ومعالجة أي تجاويف موجودة في الأسنان أو الضروس.
ولكن فى حالة حدوث خراج الأسنان يتم عمل أحد أو كل الخطوات التالية فى المنزل لتخفيف الألم والإلتهاب قبل الذهاب إلى دكتور الأسنان :
1- يجب مراجعة دكتور الأسنان بشكل سريع و لا تحاول علاجه بنفسك أو الإكتفاء بوصفة الصيدلي.
2- لا تضع الثلج فوق المنطقة المصابة.
3- لا تضع الأسبرين فوق المنطقة المصابة.
4- يمكن تناول قرصين من مادة الباراسيتامول المخففة للألم .
5- المضمضة بماء مذاب فيه ملعقة صغيرة من ملح الطعام لتخفيف الألم وتطهير الفم والتخلص من الرائحة الكريهة، ويمكن المضمضة بماء مغلى فيه بعض فصوص القرنفل لأنه مطهر و مسكن وله خصائص مضادة للبكتيريا.
ويمكن إستخدام مسحة من القطن بها زيت القرنفل ووضعها على المنطقة المؤلمة لبضع دقائق .
6- عمل كمادات دافئة توضع على الخد من الخارج فى الجزء المقابل للإنتفاخ، وذلك لمساعدة كيس الخراج على الانفجار تلقائياً . وفى حال إنفجار كيس الخراج تلقائياً سيخف الألم فوراً ويبدأ الإنتفاخ بالزوال، لكن يجب بصق السائل الذى يخرج من الكيس وعدم إبتلاعه لتجنب الإصابة بالعدوى فى جزء آخر من الجسم.
7- وضع ملعقة كبيرة من زيت جوز الهند البكر في الفم وتركه داخل الفم أطول فترة ممكنة .
8- كذلك يمكن المضمضة بمزج ملعقتين صغيرتين من بيروكسيد الهيدروجين (تركيز 3 % ) مع ملعقة كبيرة من الماء الدافئ.
9- كذلك يمكن تحضير غسول للفم عن طريق خلط 3 إلى 5 قطرات من زيت الزعتر ( له خصائص مضادة للبكتيريا ومضادة للأكسدة ) في ¼ كوب من الماء الدافئ .
10- يمكنك أيضا فرك بضع قطرات من زيت النعناع (لان له خصائص مضادة للبكتيريا ومضادة للإلتهابات ) على المنطقة المصابة بإستخدام أطراف أصابعك لبضع دقائق .
11- تجنب كل المأكولات والمشروبات التى يدخل فى صناعتها السكر .
12- تجنب تدخين التبغ .
13- الذهاب فى أقرب وقت إلى دكتور الأسنان الذى قد يقوم بعمل شق جراحى فى اللثة أو يقوم بعمل فتحة فى السن أو الضرس المصاب بهدف التخلص من الصديد المتراكم داخل عظام الفك .
14- يصف دكتور الأسنان النوع المناسب للحالة من المضادات الحيوية والمضادات البكتيرية مع مسكن مناسب للألم وأحيانا مضاد للإلتهاب والتورم .
15- لا تستخدم أكثر من الأدوية الموصوفة لك و التزم بأخذها بموعدها المحدد.
16- الإلتزام بتعليمات دكتور الأسنان حتى إنتهاء المعالجة فأحيانا تزول الأعراض مؤقّتا في أول العلاج و لكنّها تعود بشكل أشدّ في حال توقّف العلاج قبل إنهائه.
17- وآخر شئ فى علاج خراج الأسنان هو خلع الضرس أو السن المصاب.