الوحمة الدموية (HEMANGIOMA ) عبارة عن ورم حميد يحدث بسبب زيادة تكاثر الخلايا الوعائية الدموية، وهي مشكله شائعة، حيث تصيب طفلاً واحداً من كل 100 طفل يولد، وهي أكثر شيوعاً في الفتيات عن الأولاد بمعدل 5 إلى واحد.
ويمكن أن يظهر هذا النوع من الوحمات في أي مكان من الجسم، رغم أنها في اغلب الأحيان تصيب الرأس أو العنق بنسبة 70-80 ٪، وأيضاً الأطراف، واللسن والشفاه, وتحدث إما نتيجة توسع في الأوعية الدموية، أو نتيجة تغيرات خلقية، ويكون ظهورها إما بعد الولادة مباشرة، أو خلال الأسابيع الأولى منها.
وفي الغالب فإن هذه الوحمات تنمو ويزداد حجمها في السنة الأولى، وبالذات في الفترة من 3 إلى 9 أشهر، ثم تستقر في السنة الثانية، وتبدأ في الضمور بعد ذلك حتى تضمحل وينكمش نصف حجمها في سن الخامسة.
هذه الوحمات الدموية حميدة ، ولكن من أهم مضاعفاتها التي يجب الانتباه إليها وتجنب حدوثها هي: الالتهابات الجرثومية، النزيف والتقرحات في الوحمة، إعاقة عمل أعضاء الجسم الحساسة إذا كانت الوحمة تتركز في مكان حساس من الجسم، مثل العين والفم واللسان أو الأنف، أو فتحات البول، أو الشرج.
في معظم الأحيان لا يحتاج هذا النوع من الوحمات أي تدخل علاجي؛ لأنها في 90 % من الحالات تنكمش وتتلاشى من تلقاء نفسها مع الوقت، وفي أحيان قليلة يحتاج الطبيب إلى التدخل والمبادرة بعلاجها حسب خيارات العلاج المتاحة، وكمثال للحالات التي تستدعي التدخل:
– أن تكون الوحمة مؤثرة على وظيفة أعضاء الجسم الحساسة، أو تترافق الوحمة مع حالات نزف متكررة .
– وجود مشاكل في صورة الدم، أو وجود وحمات داخلية مصاحبة لوحمة اللسان.
أما أهم خيارات العلاج المتاحة الفعالة في هذه الحالات فهي:
– الليزر: وهو فعال إذا تم اختيار المركز المجهز بأجهزة الليزر الخاصة بمعالجة هذا النوع من الوحمات، وكذلك وجود الخبرات الفنية المدربة، ويتم على جلسات كل شهر جلسة.
– التدخل الجراحي وإزالة الوحمة جراحياً إذا كانت الوحمة صغيرة ومحدودة المساحة.
-التدخل عن طريق الأشعة التداخلية مع حقن الوعاء الدموى المغذي للوحمة بمادة تجلط الدم به،
مع ملاحظة أن الوحمة الدموية تستجيب للعلاج إذا تم ذلك في فترة النمو النشطة للوحمة، وهي من سن 3 إلى 12 شهراً، أما إذا تأخرت الحالة لما بعد العام والنصف فإن نسبة الاستجابة للتدخل العلاجي تكون أبطأ.
شكرا جزيلا إليك دكتور عماد علي المعلومات الرائعة